بقلم أ.م.د طالب عبد الحسين موسى عميد كلية التربية للعلوم الصرفة
بعد ان امتدت الآثار السلبية للغزو الارهابي على بعض مدن العراق وأراضيه وما حدث ابانها من دمار وتخريب وهتك الأعراض، فضلا عن التشريد والنهب والسلب ، ومشاهدة أناس يعذبون ويضربون و يقتلون وبأبشع وشتى أشكال الإرهاب مما شكل ذلك ضغوطا نفسية شديدة كان أثرها واضحا على معظم أفراد المجتمع العراقي ومنهم طلبة الجامعات وشعورهم في تهديد المصير وتبديد الطموح والأحلام.
ولكن بعزيمة الأبطال من قواتنا الباسلة وتضحياتهم وملاحمهم المجيدة التي بيضت وجه التأريخ وبعد ان لاحت تباشير النصر في تحرير تراب الوطن وعودة هيبته برزت تطلعات جديدة للطلبة – كأي شريحة من شرائح المجتمع – وانبثقت ردود أفعال بنائة تميزت بايجابيتها وعمقها ووطنيتها يمكن قراءة البعض منها بالمحاور الآتية:
- الشعور العالي بالمواطنة وحب العراق والانتماء اليه أرضاً وشعباً وحضارة شرف كبير وفخر يتباها به كل العراقيين .
- شعور الطلبة بان الانتصار لم يأتي من تحالفات ولا عقد اجتماعات واطلاق شعارات وانما اتى من وحدة الكلمة والاتكال على الله وعلى العراقيين أنفسهم بكل أطيافهم ومكوناتهم شيعة وسنة ومسيحيين وعرب واكراد وتركمان.
- احساس الطلبة ان هذه الحرب قد أفرزت بوضوح من يريد للعراق خيراُ من الدول الاقليمية والعالمية وتجسد ذلك بالتضحيات والمؤازرة والدعم من بعضها، بينما بدا على الاخرى الحزن ولا تقوى حتى الى تقديم التهنئة للشعب العراقي على الحاقه الهزيمة ب”داعش” رغم ادعائها الاعلامي العالي بمحاربة الارهاب.
- تزايد الاعتقاد بأن الغلو والتعصب الطائفي والمذهبي وعدم الاعتراف بالآخر قد خلق بيئة ملائمة لدخول قوى الضلالة والارهاب واحتلالهم المدن والمحافظات دون أي مقاومة.
- شعور الطلبة الواضح ان نهاية الحرب وانتصار العراق سيفتح افاق رحبة ويخلق فرص عمل للعراقيين ومنهم خريجي الجامعات ويرفع من المستوى المعاشي للفرد والاسرة.
- عزوف الطلبة وابتعادهم عن التفكير بالهجرة الى خارج البلد كلاجئين.
- بدأت مواظبة الطلبة على الدوام والمثابرة والرغبة في النجاح تتزايد لشعورهم العالي بالامل والاطمئنان.